الثلاثاء، 1 سبتمبر 2015

إعاقة خُلقية أم أخلاقية

من يومين استوقفتني مقالة في مجلة أمريكية تتحدث عن رسالة كتبها أب لابنته في يوم زفافها ، إلى الآن يعتبر الموضوع طبيعي و لكن ما سبب الشهرة لهذه الرسالة إنه العروس و العريس من ذوي الإحتياجات الخاصة ( داون سيندروم ) 
و أنا أرى و اتمعن في صور العرس ودار في رأسي كل تلك التعليقات و التسميات السلبية التي نسمعها في مجتمعنا الذي يدعي إنه مجتمع مسلم بالفطرة و كيف يتعامل معهم و كأنه لا يحق لهم ان يعيشوا ، و لكن كيف نستغرب هذا الفعل ! فنحن نعيش في مجتمع ينفر من كل ما هو غريب عنه و لا يتناسب مع معايره ، فإن كان الشخص المقبل على الزواج ( شاب أو شابة ) مصاب بمرض ( بأمراض غير معدية مثل : الربو ، السكري ، الضغط و .. إلخ ) يعامل معاملة البضاعة الفاسدة أو الناقصة و يتم ذكر المرض بوشوشة و بصوت واطي و المعاملة بالمثل إن كانوا أرامل ، مطلقين ، فسخوا الخطوبة ، أيتام و حتى لمن كانت أمه مطلقة ( رباية هجالة ) ، فلكم أن تتخيلوا ردة الفعل إن كانوا من ذوي الاحتياجات الخاصة ! و لماذا نتخيل فنحن نعرف و نسمع ما يقال و الأغلبية بين مستنكر بصمت و المشترك في الرأي و النظرة الدونية لهم .
في حين نراهم في أمريكا و أوروبا يحققون إنجازات و يمارسون حياة طبيعية يفتقدها الانسان الطبيعي في مجتمعنا و لكن ما لا نراه في تلك الصور و المقالات الإعاقات و الحواجز التي توضع في طريقهم رغم إنه توجد قوانين و لوائح تحميهم في الدولة إلا إنها لا توفر لهم إلا القليل و الباقي يتم توفره و تسهيله على حسب المجتمع من حولهم حتى القوانين التي نسمع بها لم تكن موجودة لولا مجهودات الأهالي و المناصرين لهم و وقوفهم يدٍ واحدة و المطالبة بحقوقهم كمواطنين.  
ففي المدارس الحكومية في أمريكا لا ترى فصول خاصة لذوي الاحتياجات الخاصة إلا إذا وجدت ميزانية خاصة بهم و التي في الأغلب تكون بتجميع التبرعات و تخصيصها لتوفير المدرسين و المدرسات لهم و الفصول و القلة يتم توفيرها من الميزانية المخصصة من مكتب التعليم للمدينة للمدرسة. 
و هذا لا يعني إنه لا يوجد لدينا من يهتم بهم و يحاول جاهداً أن يوفر لهم ماهو من حقهم كإنسان و قد نجحوا و حققوا أحلامهم و لا زالوا بفضل الله و بفضل أهلهم و تشجيعهم و خير مثال هو الملقب بالدولفين البشري و السباح نعمان فلفل 43 سنة الذي فاز مؤخراً بالميدالية النحاسية في 25 م فراشة و بهذا حقق الرقم القياسي و يكون الليبي الذي تحصل بأكبر عدد من القلادات الاولمبية و هو أيضاً أول ليبي يتحصل على قلادة عالمية في عام 1999 بنورث كارولاينا الأمريكية 
 إعاقتنا هي إعاقة أخلاق و ليست إعاقة جسد و أنهي تدوينتي بشكر كل من يقف و يساندهم في رحلتهم 
الصورة المرفقة هي للسباح نعمان فلفل في الاولمبياد 2015 لوس انجلوس امريكا  

أنا_أدون 










ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق